مكانة الموسيقى في الثقافة الإنسانية
لقد عرف الإنسان
الموسيقى منذ أقدم العصور ، واستخدمها للتعبير عن مشاعره ، والتخفيف من معاناته .
وقد كان هذا الفن عبر التاريخ محلّ رعاية وتقدير ، إلاّ في حالات نادرة . فهو يمثل
أحد الوجوه المشرقة للحضارة الإنسانية .
وقد قال الفيلسوف
الصيني " كونفيشيوس " قديما ،
مقولة مشهورة مازالت تصدق إلى يومنا هذا : " إذا شئت أن تعرف مدى التطور الذي
بلغته أمة من الأمم في مضمار الحضارة ، فاستمع إلى موسيقاها " .
وفي العالم العربي
حظيت الموسيقى بالمرتبة الثانية بعد الآداب ، في جدول اهتمامات العرب بالفنون
الجميلة .
عازفون على آلة القنارة في حضارة مصر القديمة
الموسيقى لغة عالمية :
تختلف الموسيقى
باختلاف الحضارات التي تنتمي إليها ، إذ تكتسي في كل حضارة طابعا خاصا يميزها عن
غيرها ويدل كذلك على هويتها ، شأنها في ذلك شأن اللغات البشرية . لكن كل أنواع
الموسيقى تشترك في استعمال نفس الأصوات وهي : DO – Ré – Mi – Fa – Sol – La – Si –
هذه الأصوات هي
بمثابة الحروف الأبجدية في اللغات ، فإذا كان الإنسان يحتاج إلى الترجمة لفهم
اللغة التي يحللها ، فإنه يحتاج إلى ذلك أيضا لفهم الموسيقى ، حتى لو كان يجهلها ،
لأن الموسيقى تخاطب أحاسيس الإنسان مباشرة ، وتؤثر في وجدانه دون وسيط . لذلك فإنها
تعتبر لغة عالمية تساهم في مدّ جسور التفاهم والتواصل والتلاحم بين الشعوب .
عازفة معاصرة على آلة الهارب
المصدر : مقتطف من كتاب المختصر
المفيد في التربية الموسيقية للسنة أولى إعدادي " بتصرف "
0 التعليقات:
Post a Comment